لأن القلم .. حين يعجز
عن وصف صاحبه .. يغدو و كأنه شيخ من سلالة الـــ [ ألم ] ..
لكنه أضف لهما
.. أي [ ألم - قلم ] .. معنى أن يكون لـــ [ الندم ] معنى ..
سيدي البحر ..
من منا .. لا يحمل من [ الألم ] .. صحاري .. أعياها طول النظر ..
إنها
الحياة .. في تقلصات الــ [ ألم ] ..
لا معنى للـــ [ حب ] بلا [ ألم ]
..
و لا معنى لــ [ التوبة ] بلا [ ندم ] ..
إنها الحياة .. و كذلك
أيضاً أيها البحر .. لا معنى للـــ [ قلم ] .. إن لم يكن به تخمة من الـــ [ ألم ]
..
حتى الفرحة .. تخيل .. أن الفرحة و هي الفرحة ..
لها [ طعم ] ألذ
.. بعد سنين الـــ [ بكاء ] ..
لا أدري لماذا ..و الله لا أدري ..
هي
طبيعة .. أم تجبل .. أم تطبع .. تعلم .. تقليد .. محاكاة .. تلذذ .. و الله لا أدري
..
ربما كان القلم .. عاشقاً لــ [ ألم ] ما ..
و من منا .. لا يخلو
من [ ألم ] ..
أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان .. و أنا من قبلك .. لم
أدخل .. مدن الأحزان ..
لم أعرف أبداً .. أن الدمع هو الإنسان ..
أن
الإنسان بلا حزن .. ذكرى إنسان ..
..
هناك [ آلام ] هي [
شطحة ] من [ شطحات ] الجنون ..
صدقني هو كذلك .. لم أسأل مجرب .. أو أشحذ
إجابة من طبيب ..
بل .. شاهدت نفسي .. فـــ أقتنعت جداً .. أن [ الألم ]
يحيوي في مكوناته الذوقية ..
بضع ذرات من المرارة .. و[ ملعقة ] من طحين [
الذات ] ..
كذلك كوباً متنبذاً من [ بقايا أعين ] .. ثم ترمى في خلاط [
الحياة ] ..
فـــ ينتج [ كعكة ] من [ الخبرة الذليلة ] .. لا يستلذ بــ
أكلها .. سوى .. الحزن .. يا بحر ..
ألا تعتقد أن هذا كله .. ضرباً من
الجنون ؟ .. !!
ألا تعتقد - يا بحر - أن هذه [ الكعكة ] .. هي من أتخمت [
القلم ] [ ألم ] ؟ .. !!
هل شاهدت [ قلماً ] يأكل ؟ .. !!
إذن .. أنت
شاهدت الحياة كلها ..
..
لحظة [ الألم ] هي لحظة حالمة ..
لا تضحك أرجوك .. فقط .. إسمعني ..
إنها لحظة حالمة جداً .. لكنها مؤلمة ..
فــ ليس كل [ حالم ] جميل ..
إن لحظة [ الألم ] .. هي عبور [ القلم ] من
عقلك .. لــ صفحة مظلومة ..
كتب الله عليها أن تعيش هي الأخرى [ ألماً ]
يمزقها [ سطراً سطراً ] ..
ياااااااااه ..
كثيراً ما أغواني الحب يا
بحر .. ألا تدري بـــ أني قاتل .. و الله أني قاتل ..
قتلت الكثير ..
نعم .. أذكر تلك البرئية التي قتلها ..
كنتُ ليلتها .. أبكي و أبكي
.. ثم شحنت ذاتي .. وقفت أمام مرآتي الصريحة ..
لبست بذلتي التي تكرهني .. و
أخذت زجاجة عطر أهدتني إياها .. إحدى بائعات هوى ..
ثم توسمت .. حتى أغريها
بـــ شكلي .. و لا ترفض دعوة [ قاتل ] متخفي ..
قابلتها .. ثم قبلت يدها
اليمنى .. أذبتها .. حتى تذوقت طعم [ السطر ] في فمي ..
بيدي اليسرى .. قبضت
على خصرها الرقيق .. ثم حركتها يمنة و يسرة ..
أغريت صديقاتها .. لم يكُن
يدرين بـــ أني [ قاتل ] متخفي ..
راقصتها .. رقصة جوارحٍ على فريسة برئية
..
تخيل .. من شدة ذوبانها بي .. إختلطت [ أسطرها ] في أحشائي
..
حملتها بيديّ .. ثم .. دخلت غرفتي .. و هناك استليت [ القلم ] .. و بدأت
قتلها ..
قتلتها .. مزقتها .. [ سطراً سطراً ] حتى لم يعد منها ملامح [ ورقة
] بها ..
ثم ضممتها لـــ ديواني .. ديوان .. [ القلم و الألم ] .. يا بحر
..
ألا تعتقد .. أن هذا الموقف .. لحظة حالمة .. ؟؟ ..
!!
..
يا بحر .. [ الألم ] ليس له إعراب في [ قواعد الحياة ]
.. فما بالك بـــ [ قواعد النحو ] ..
هو شيء .. غير قابل للوصف .. مهما
جندنا له .. مليون [ قلم ] ..
إنه تماماً .. كـــ حال العرب الآن .. هل منهم
من يستطع دفع [ الذل ] .. لا لا .. ؟ ..
صدقني .. يابحر ..
لا علاقة
بين [ الألم ] .. و الوصف .. و التعبير .. أو التعريف ..
و أن كل [ ألم ]
يصفه [ قلم ] .. فـــ تأكد بـــ أنه .. لا ينحدر من سلالة [ ألم ] أصيلة
..
ممآ رآق لي,,